الوعي ليس من السهل معرفته، ولا يمكن إلى يومنا هذا تفسيره، الفلاسفة والعلماء لا يعرفونه، الكل يحاول أن يضفي عليه تفسيره الخاص، الفلاسفة بين من يحاول أن يعظم من شأنه وبين من يحاول أن يقلل منه، وعلماء الأعصاب يحاولون فهمه من خلال أصغر وحدة عصبية تنتج الإشارات الكهربائية والكيميائية.
الفيسلوف ديفيد تشالمرز (David Chalmers)، يطرح الآراء السائدة في محاولة تفسير الوعي، ثم يطرح رأيان جديدان حوله.
الأول: إن كنا نريد أن نفسر الوعي، فلابد أن نعامله كوحدة أساسية أو جوهرية من مكونات الكون، فكما أن الفضاء والوقت والكتلة هي واحدت أساسية، وكما أن القوانين الفيزيائية تعتمد على هذه الأشياء الأساسية، إذن، لنعتبر أن الوعي هو كذلك وحدة أولية، ثم ننشئ لها القوانين الرياضية التي تحكمها، ثم نربطها بالقوانين الفيزيائية الأخرى.
الثاني: أنّ كل شيء واع، صحيح أن الإنسان واعي، والحيوانات واعية، والميكروبات واعية، وحتى الفوتون لديه وعي، ولكن كل منها واع بدرجة مختلفة. كون كل تلك الأشياء واعية لا يعني أنها ذكية.
ربما تكون هذه الفكرة مخالفة لما نعرفه أو نعتقده، ولكن بعض الأمم (غير الغربية) تعتقد بوجود مثل هذا النوع من الوعي.
الطريقة التي يمكن من خلالها فهم الوعي بهاتين الطريقتين هي من خلال ربط الوعي بالمعلومات، كلما كان الجهاز الذي يعالج المعلومات أعقد، كلما كان الوعي أكبر، الإنسان لديه وعي معقد، في المقابل الكمبيوتر الذي لديه وعي أقل، وهكذا.
ديفيد تشالمزر يشرح الفكرة في محاضرة تيد.
المصدر: TED