هل أنت جاهز لرؤية سيارات ذكية تقود نفسها وتتفاعل مع المُشاة والسيارات من حولها؟ هذا ما تعمل على تحقيقه الشركة الناشئة في مجال السيارات ذاتية القيادة درايف إيه آي (Drive.ai)، وسيتم تجريب هذا النوع من السيارات على أرض الواقع قريبًا.
يعمل في هذه الشركة العديد من الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقوم الشركة بتطوير برامج ذكية يُمكن تدريبها على تحليل وتفسير البيانات التي تجمعها أجهزة الاستشعار في السيارات ذاتية القيادة وبناءً على ذلك يتم التحكم بالسيارة بالطريقة المناسبة. إلاَّ أنَّ ما تتميز به هذه الشركة هو اهتمامها بإيجاد طرق لتعليم السيارات ذاتية القيادة سلوكيات السائقين والمُشاة، مما يجعل هذا النوع من السيارات أكثر ذكاءً وتفاعلًا مع البيئة المحيطة. ستطرح الشركة هذه التجربة في غضون أسابيع قليلة في كاليفورنيا، حيث ستقوم بتجربة سيارات ذاتية القيادة مُزودة بشاشات عرض وأنظمة صوتية للتواصل مع المُشاة.
تعتمد الشركة على التعلم الآلي (Machine Learning) –وهو فرع من فروع الذكاء الاصطناعي– لتدريب السيارات ذاتية القيادة على القيادة بشكل صحيح والتفاعل مع البشر، وتسعى لإيجاد وتطبيق الطرق الأفضل لجعل هذه السيارات أكثر تفاعلًا مع الناس والظروف المحيطة.
المنتج الأول الذي ستقوم الشركة بطرحه هو عبارة عن أجهزة تتحكم فيها برامج ذكية يُمكن إضافتها إلى أي سيارة عادية لجعلها ذاتية القيادة. إلاَّ أنَّ هذا المنتج لا يقتصر على أجهزة الاستشعار والبرامج اللازمة للتحكم بالسيارة آليًا فقط، بل يتضمن جهازا مُثبَّتا على سطح السيارة يحتوي على شاشة للتواصل مع المُشاة وسائقي السيارات الأخرى، بالإضافة إلى واجهة برنامج مُثبتة داخل السيارة. سيُعرض هذا المنتج على الشركات التي تُدير عدد كبير من السيارات في مناطق معينة مثل الشركات التي تُوفر خدمات سيارات الأُجرة.
ستعمل الشركة على تجربة العديد من الخواص التفاعلية لهذا المنتج مثل استخدام النصوص، الأصوات، الأضواء، أو حتى الإيماءات للتواصل مع سائقي السيارات الأخرى والمُشاة. على سبيل المثال، يُمكن إخبار المُشاة بإمكانية عبور الشارع من خلال شاشة جهاز التواصل المُثبت على السطح، كما يُمكن من خلال هذه الشاشة التواصل مع سائقي السيارات الأخرى للتعبير عن ضرورة إتاحة الطريق أمام السيارة ذاتية القيادة حتى يتسنى لها التقدم.
البرامج الذكية المُستخدمة في هذا المنتج ستعتمد على تقنية التعلم العميق (Deep Learning) حتى تتعلم التحكم الآلي بالسيارة وفقًا للظروف المحيطة. التعلم العميق هو عبارة عن شبكات عصبية اصطناعية متطورة وهو أحد أنواع التعلم الآلي، ويُعتبر من أفضل الوسائل لتدريب البرامج على القيام بمهام مُعيَّنة بناءً على البيانات المُدخلة.
بالرغم من أنَّ خاصية التفاعل مع البشر المُضافة إلى السيارات ذاتية القيادة لا تزال في مرحلة التطوير، إلاَّ أنها تُشكل إضافة ذات قيمة عالية، ومن المتوقع أن يكون هذا النوع من السيارات التفاعلية هو الأكثر انتشارًا في المستقبل.
المصادر: MIT Technology Review