الشاب الذي يريد الإطاحة بالدكتور أوز

الدكتور أوز له شهرة عالمية، وهو يُشاهد على شاشات التلفاز ويصدقه الكثير من الناس من حول العالم، فهم يصدقون ما يقدمه من معلومات طبية وصحية عامة، ولكن المشكلة تكمن في أنه يقدم الكثير من النصائح الطبية المخلوطة مع معلومات خاطئة وشبه العلم، وهذا يتسبب في تشويش عقول الناس، وربما بطريقة غير مباشرة يساهم في تدمير صحتهم.

كثيرا ما يتحدث الدكتور أوز عن مكملات غذائية ويدعي أنها تعمل كالمعجزة، فهي تشفي المريض من عدة أمراض، ولكن هذه الأدوية الإعجازية إما أنها لا تعمل كما يصفها، أو أنها لم تُجرب في المختبر لمعرفة تأثيرها.

السبب الذي يدعو الدكتور أوز في طرح هذه المواد الغذائية أو الفيتامينات أو الأعشاب أو الشاي وغيرها من الأمور بقوة شديدة هو المال الذي يجنيه من خلال الدعايات. فإحدى الشركات لم تستطع أن تلبي طلبات الناس من كثرتها بعد أن أعلن أوز عن التأثير الصحي لمكملاتها الغذائية.

قبل أسابيع حوكم أوز أمام مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة لقيامه بدعم المكملات الغذائية من غير أي دليل عليها، ويبدو أن حجته كانت ضعيفة في الرد عليهم.

الكثير من الأطباء مستاؤون من العمل الدعائي المغشوش الذي يروج له الدكتور أوز، فهم يعانون من استياء العلاقة بين المريض والطبيب المعالج، حيث أن الكثير من المرضى أصبحوا يثقون بما يقدمه الدكتوز أوز في مقابل ما ينصح به الأطباء لعلاجهم، فأحيانا ينصح الطبيب بتعاطي دواء معين، فيتفادى المرضى تعاطي الدواء المؤكد تجريبيا مقابل مكمل غذائي أو شاي نصح به أوز على برنامجه الشهير، وبالتالي تتأثر صحتهم.

ولذا قام طالب الطب “بانجامين ميزر” بكتابة مبادئ عامة لتنظيم النصائح التي يقدمها الأطباء المشهورين تلفزيونيا، وقدمها للجمعية العلمية في نيويورك (حيث حصل الدكتور أوز على رخصته الطبية)، لكي تضبط هذه السياسة ما يقدمه الأطباء من معلومات طبية على الملأ، خصوصا أن الكثير منهم تشاهد برامجهم بكثرة، والكثير من المتابعين لا يستطيعون تمييز المعلومات الصحيحة من غير الصحيحة.

تأثير الأطباء المشهورين يصل إلى ملايين الناس في يوم واحد، أما الأطباء الذين يتعاملون مع المرضى بشكل يومي لا يصلون إلى هذا الرقم في كل حياتهم الوظيفية. ولذا كان من المهم أن يتخذ بانجامين هذا الحمل على عاتقه ليحمي صحة الناس.

المصدر: Vox