يبدو أن ناسا محفوفة بالمفاجآت، فبعد أن تابعنا خبر بلوتو بشغف ونهم، يطل علينا خبر جديد، وهو اكتشاف ناسا لكوكب شبيه بالأرض خارج المجموعة الشمسية. هذه المرة يختلف الكوكب عن سابقيه بكونه أقرب ما يكون للأرض في مختلف صفاته، وكذلك فإنه يتشابه معه نسبيا في المكان الذي يتواجد فيه حول نجمه.
سمي الكوكب باسم كبلر 186f، وهو يدور حول نجمه في ما يسمى بمنطقة غولدي لوكس، أي أنه في منطقة لا تعتبر حارة كثيرا ولا باردة كثيرا، أي أن حرارة نجمه عليه تتقارب مع حرارة الشمس على الأرض نسبيا، وقد يكون مؤهلا لأن تحيا عليه كائنات مثل تلك التي على الأرض. اكتشاف كوكب بهذه المقاربة يعطي الانطباع أن هناك كواكب أخرى في مجرة درب اللبانة تتشابه مع الأرض كثيرا. وهو أمر يدعو للتفاؤل.
صحيح أن كبلر 186f لم يكن الكوكب الوحيد الذي اكتشف في منطقة غولدي لوكس، إلا أنه يتميز عما سواه من الاكتشفات في أن حجمه أيضا مقارب لحجم الأرض، فهو أكبر من الأرض بقدر 10%، أما الكواكب الأخرى المكتشفة سابقا فقد كان أقربها للأرض حجما يتفوق عليها بقدر 40%. فارق كبير في الأحجام.
يعتقد العلماء أن هذا الكوكب قد يكون صخريا، أي أنه من الناحية التكوينية يشابه الأرض أيضا، فبعض الكواكب تتكون من مكونات غازية كالمتشري على سبيل المثال. لا تزال هذه المعلومة هي مجرد فرضية، وربما مع الوقت تتضح الصورة أكثر.
النجم الذي يدور حوله كبلر 186f هو نجم أقدم من الأرض بأكثر من مليار سنة، وهو أصغر وأبرد من الشمس. ولكون الكوكب في آخر منطقة الغولدي لوكس، فهذا يعني أن الحرارة التي يتلقاها من النجم هي أقل بقدر الثلث مما تحصل عليه الأرض من الشمس، حرارة الشمس في فترة الظهيرة على كوكب كبلر 186f تعادل حرارة الشمس على الأرض في فترة الغروب.
يدور الكوكب كبلر 186f مرة كل 130 يوما، أي أن سنته أقل من نصف سنة الأرض، وهو واحد من خمسة كواكب تدور حول النجم. ويبعد عنا بقدر 500 سنة ضوئية.
العلماء لا يعلمون إلى الآن ما هي كتلته.
المصدر: NASA