من المحتمل أن يرفع المنع على تمويل الأبحاث الطبية للكايميرا من قبل الحكومة الفيدرالية الأمريكية قريبا. السؤال هو، ما هي الكايميرا (Chimera)؟ وما هي الفائدة الطبية لتلك الأبحاث؟
قبل عدة أيام من تاريخ المقالة، أعلن المعهد القومي للصحة عن خططه لتمويل الأبحاث التي تحقن فيها خلايا جذعية بشرية بأجنة حيوانية، مما يؤدي إلى نمو جنين يحتوي على مجموعتين من الخلايا: خلايا بشرية وخلايا حيوانية، وهو ما يعرف بكايميرا. وقد عُلق تمويل الأبحاث المتعلقة بالكايميرا من قبل المعهد حتى يتم تجهيز وبلورة السياسات والقوانين المتعلقة بتلك الدراسات.
ينشغل بعض الباحثين في الكايميرا أملا في زراعة أنسجة بشرية على أجسام حيوانية كنماذج لدراسة بعض الأمراض البشرية، وأيضا لأخذ صورة أوضح للنمو البشري من الولادة. ومن المحتمل أن يتعلم الباحثون آلية الأمراض الوراثية وكيفية استخدام الأدوية لعلاجها، وذلك باستخدام نماذج من كايميرا بشرية-حيوانية. وقد نشرت تلك التصورات والنتائج في رسالة من علماء مختصين بالخلايا الجذعية في مجلة ساينس.
من أكثر النتائج التي أثارت النقاش بين المتخصصين هي احتمالية زراعة بعض الأعضاء البشرية على الكايميرا ثم نقلها للمرضى. وكما تضمن المقترح في مجلة ساينس على ذكر أنه: “من المرجح أن نحصل على مصدر لا نهائي من الأعضاء البشرية من كايميرا تتضمن خرافا أو خنازير”.
وحسب مجلة MIT Tech Review، فإن أحد مؤلفي تلك الرسالة وهو الدكتور هيروميتسو ناكاوشي (Hiromitsu Nakauchi) – أستاذ في علم الجينات في كلية الطب جامعة ستانفورد – يعمل على مشروع يحاول فيه اكتشاف أرجحية زرع أعضاء بشرية في الخراف والخنازير. وتم تحميل 20 كايميرا بشرية مع الخراف أو الخنازير من قبل المشروع، ولكن لم تصل أي منها إلى مرحلة الولادة. وقد سمحت لجنة الاخلاقيات الطبية التي وافقت على هذا المشروع بنمو الكايميرا لمدة 28 يوم فقط.
الهدف النهائي لهذا المشروع هو إعداد أعضاء بشرية متطابقة جينيا مع المريض المحتاج من خلال زرع خلاياه الجذعية في الكايميرا. وحسب ما ذكر موقع جامعة ستانفورد فإنه ليس من السهل زراعة العضو بمفرده في المختبرات دون حدوث تفاعلات معقدة بين العضو المراد زراعته والأعضاء الأخرى في جسم الكائن الحي.
بسطت مجلة MIT كيفية الزراعة، حيث تتم هندسة الحيوان الكايميري بحيث يستطيع إنماء العضو المراد زراعته، فتحقن الخلايا الجذعية التي أخذت من المريض، ثم تبرمج لكي تتكاثر وتنمو في الحيوان الكايميري، مؤدية الى نمو الحيوان محتويا على عضو بشري.
أشار المعهد القومي إلى قلق البعض من زراعة خلايا جذعية تُكوّن أعضاء غير مرغوب فيها، تحديدا نمو الخلايا إلى الجهاز العصبي المركزي، مما قد يتسبب في تغيير وعي وإدراك الكايميرا. وقد أعلن المعهد عن سياسة جديدة منفصلة لتلك الحالات الشاذة التي من الممكن أن تؤدي الى تغيير شامل في دماغ الحيوان. وستحظر تلك السياسة حقن الخلايا الجذعية البشرية لأجنة الرئيسيات مثل القردة والشمبانزي خلال المراحل المبكرة من النمو.
واضافة لما سبق، لن يستطيع العلماء تزويج الكايميرات الحيوانية-البشرية أو توليد كايميرات بحيث تشترك الخلايا البشرية مع البويضات أو الحيوانات المنوية الحيوانية.
ومن الجدير بالذكر أنه قد استخدم ما يدعى بالحيوانات البشرية لسنوات سابقة. أحد تلك الأمثلة هو عندما أضعفت الأجهزة المناعية لدى الفئران وزرعت أجهزة مناعية بشرية بدلا منها لإجراء أبحاث لا يمكن تطبيقها على البشر لبدائيتها. الاختلاف الجوهري بين الكايميرا وتلك الحيوانات المعدلة يكمن في توليدها، حيث يتضمن حقن خلايا جذعية بشرية في الحيوانات خلال المراحل المبكرة في النمو، مما يؤدي إلى تحكم عدة وظائف في جسم الكيميرا من قبل الخلايا البشرية.
يقضي المعهد فترة الثلاثين يوما في الوقت الحالي للتعليق على القرار قبل أن يحسم تمويل تلك الأبحاث بشكل نهائي. والرغم من جدلية هذا النوع من الأبحاث، إلا أنه قد يساعد في تطوير الأبحاث الطبية – كما يرى مؤيدي تلك الدراسات.
المصدر: LIVESCIENCE، MIT Technology Review، Science