مقدمة
هذه هي الحلقة الثانية التي يجيب الدكتور فيصل الصايغ على أسئلة المستمعين حول نظرية التطور. وستكون هذه هي نهاية سلسلة المقابلات مع د. فيصل الصايغ عن نظرية التطور.
أهلا وسهلا بكم في السايوير بودكاست في هذه الحلقة سأكمل مشوار نظرية التطور من خلال مقابلة مع الدكتور فيصل الصايغ، وسأقدم الدكتور فيصل خلال المقابلة، ولكن من المهم أن أقدم الحلقة بتنويه مهم، وهو أن طرح النظرية لا يعني بالضرورة اقتناعك بها وتبنيها، ما سيتم طرحه وما طرحته في الحلقة السابقة هو علم من العلوم، كما أن النظرية النسبية الخاصة هي علم، والنظرية النسبية العامة هي علم، ونظرية الميكانيكا الكمية هي علم، ونظرية تكون الكون هي علم، والنظرية الذرية هي علم، كذلك نظرية التطور هي أيضا علم، ففيها أوراق علمية تعد بالمئات الآلاف، وكتبت فيه من الكتب الكثير الكثير، فكما أنني طرحت العلوم الأخرى في حلقات سابقة أقوم بطرح نظرية التطور أيضا من باب وجودها في باب من أبواب العلوم.
ربما تتصور أن من المطلوب بعد استماعك لهذه الحلقات أن تؤمن بنظرية التطور، وهذا الأمر ليس من أهداف الطرح، ولكن بالتأكيد أن واحدة من أهداف طرح نظرية التطور هي المعرفة، وأن تتابع هذه المعرفة بمحاولة القراءة واكتشاف النظرية بشكل أكبر، فإذا ما كنت تعتبر نظرية التطور خصما لك، فمن الواجب أن تعرف خصمك بشكل أفضل قبل أن تحاول الاعتراض عليه.
والمهم أيضا أن تعرف أن المناقشة في النظرية تطور من أجل كشف الخلل فيها لا يأتي بالمناقشة البسيطة بين الغير المتخصصين بل هي تحتاج للخوض في الأوراق العلمية والتي يقدر عددها 120,000 ورقة علمية فقط في الأكاديمية الوطنية للعلوم (بحسب إحصائية قديمة)، بالإضافة للأوراق الأخرى التي تعتمد على نظرية التطور في طياتها وهي تصل إلى حوالي 350,000 ورقة علمية، فتفنيد النظرية يأتي من خلال تلك الأوراق العلمية، أما محاولة تفنيد النظرية من مناقشات بسيطة ربما لن يأتي بالنتيجة التي يرجوها الخصم.
أعيد وأكرر أن الهدف هو أن نفهم النظرية، أما الاقتناع والتبني فهذا شأن خاص لكل شخص هو حر فيه، ويأتي بعد القراءة والتعلم، أما التفنيد الحقيقي يأتي من خلال دراسة النظرية في الصروح العلمية وبكتابة الأوراق من خلال التجربة العلمية الدقيقة.
لقد قسمت المقابلة إلى عدة أقسام، فأرجو من المستمعين تحمل تقطيع المقابلة، وهي في الحقيقة شيقة جدا، وفيها الكثير من المعلومات، وأحيانا كنت أجد صعوبة في إيقاف قطار المعلومات التي يمتلكها الدكتور فيصل الصايغ. ولكن سنكمل الجزء الثاني والثالث من المقابلة في الحلقات القادمة.
إذا كانت لديكم أستفسارات عن نظرية التطور فيمكنكم التواصل مع الدكتور فيصل الصايغ على الإيميل التالي
وأخير تم طرحها انا من عشاق النظريه وكنت حزين لتجاهل البودكاست لها شكرا دكتور محمد انت الافضل دائما
التطور هو قانون وناموس من سنن الله لكل شيء مرتبط بالزمن والوقت (تطور التكنولوجيا، اللغات الخ…)
الإشكالية ليست في التطور في حد ذاته ولكن في الكيفية كيف حدث التطور (بأمر إلــهي) أي الميكانيزمات وهنا يدور النقاش والجدال بين العلماء المتخصصين في الموضوع (البيولوجيا بجميع تخصصاتها، الجيولوجيا، الرياضيات (النمذجة… وضع نماذج)، الأركيولوجيا (الحضارات الإنسانية)…. “قل سيروا في الأرض وانظروا كيف بدأ الخلق…” صدق الله العظيم
يمكن القول “أصل الكائنات الحية عن طريق التطور والإصطفاء اللإلـــهي
(…إن الله اصطفى آدم…) (…وربك يخلق ويختار…) صدق الله العظيم
التطور هو قانون وناموس من سنن الله لكل شيء مرتبط بالزمن والوقت (تطور التكنولوجيا، اللغات الخ…)
“الوقت هو ما يمنع حدوث كل شيء في مرة واحدة (دفعة واحدة، آن واحد”
n”Le temps est ce qui empêche que tout soit fait d’un seul coup” Bergson o
“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ﴾ –> تاملوا كلمتي ثم إذا التان تفيدان التراخي
“ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ” –> تاملوا “وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان…”، و “ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ…” لظهور عملية التناسل والتوالد الجنسي الذي جاء بعد التوالد اللاجنسي حوالي مليار السنين، حيث تم اكتشاف مستخاثات عديدات الخلية في أستراليا حوالي 680 مليون سنة.
والعلم الحديث يشير إلى أصل الحياة من الطين لما له من خاصية “البنية على شكل اللولب المزدوج” الذي يعلن “الحلزون المزدوج” للأحماض النووية double hélice des acides nucléïques
“هَلْ أَتَى عَلَى الإنسان حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا” –> تاملوا كلمة حين من الدهر (الزمن الكوسمولوحي والجيولوجي الذي بقاس بملايين السنين بل والملايير فيما يخص ظهور ذو الخلية الواحدة أو وحيدات الخلية “خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها…” تاملوا كلمة جعل التي تاتي بعد الخلق. ففكرة خلق الله آدم وخلق أمنا حواء من ضلعه لا تغدو ان تكون إلا خرافة من الإسرائليات إنساق ورائها المفسرون الأوائل. فكلمة “حواء” ليس لها وجود أصلا في القرآن.
والدبيل على هذا الطرح أن الملائكة لم يكن لهم رد فعل عندما قال الله سبحانه وتعالى “وإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ”، على عكس “…جاعل في الأرض خليفة…” أي جعل (إصطفى) من البشر آدم لتكليفه بالخلافة “قالوا أتجعل فيها من يفسد. فيها…” إشارة منهم إلى اليشر الذي رأوه يعيش حيوانيا وبهيميا.
إذن يمكن القول أن البشر، والله أعلم، هو كائن حيواني عاش قبل الإنسان حيوانيا وبهيميا كباقي الحيوانات، والإنسان هو بشر + نفخة الروح (هبة وسعة من الله) واللسان “وعلم آدم الأسماء كلها…” أي ظهور اللسان عند الإنسان.
﴿ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾
–> تاملوا “وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان…”، و “ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ…” لظهور عملية التناسل والتوالد الجنسي الذي جاء بعد التوالد اللاجنسي حوالي مليار السنين، حيث تم اكتشاف مستخاثات عديدات الخلية في أستراليا حوالي 680 مليون سنة
﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴾
–> وربما سجود الملائكة بيس هو السجود الذي نعرف ونفعله في الصلاة ولكن الإمتثال ةالإنصياغ لنصرغ وأوامر خليفة الله، أي الإنسان. يتبع…
أللهم تبثتا على إيماننا ولا تحعلنا من اللذين يغترون على الله الكذب ويضلون الناس بما ليس اهم به علم. آمين
السلام عليكم