اليوم تحدثت مع الفلكي الكويتي الرائع جاسم مطلق عن تصويره لسديم رأس الحصان الشهير. فشرح لي تفاصيل لم تنشر في الجرائد المحلية، كانت التفاصيل عن الغازات التي تم تصويرها في السديم، وكذلك طلبت منه أن يرسل لي صورة عالية الوضوح (إضغط على الصورة التي في الأعلى لتراها مكبرة).
هذا ما نشره في الجرائد، وما سيلي هي معلومات إضافية أخبرني بها على الهاتف:
قام عضو إدارة علوم الفلك والفضاء بالنادي العلمي الكويتي جاسم مطلق بالتقاط صورة دقيقة لسديم رأس الحصان والذي يقع من ضمن كوكبة الجبار على بعد 1500 سنة ضوئية عن الأرض. ويتكون سديم رأس الحصان من غبار وغاز كوني داكن يعد مهدا لتكون النجوم الجديدة. وقد تم التقاط الصورة عن طريق فلاتير خاصة لانبعاثات غازات الهيدروجين والاكسجين والكبريت الصادرة من السديم على مدى ثلاث ليالي من منطقة الصباحية. ويعود شكل السديم الى غبار سميك وغازات مؤينة من النجوم الجديدة وتلك تحت التكوين.
وقد تم اكتشاف السديم من قبل الفلكية الأسكوتلندية وليامينا فليمنج عام 1888 في مرصد كلية هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية. ويعد سديم الحصان من أشهر الصور الفلكية المعروفة حيث تم تصويرها عن طريق التلسكوب هابل وأصبحت آيقونة لصور الفلك والفضاء.
لمحبي معلومات إضافية عن الصورة:
تتكون السحب الكونية من خليط من الغاز والغبار، وهي مكونة من عدة عناصر، الهيدروجين والهليوم يشكلان الغالبية العظمى من هذه السحب (> %99.9)، وأما باقي العناصر فتتكون من كربون وكبريت وأكسجين ونيتروجين وغيرها.
تعد هذه السحب مهدا للنجوم الجديدة اليافعة والتي غالبا ما تضيء بالأشعة فوق البنفسجية، وتؤدي الى تأين بعض العناصر في السحب الغازية، فعندما يتعرض الهيدروجين للاشعاع، تكتسب الالكترونات طاقة، فتقوم من خلالها بالقفز الى مدارات طاقة أعلى. حينما يقوم إلكترون موجود بالمدار الثاني للطاقة بامتصاص اشعاع كمي، يقفز الى مدارات طاقة أعلى، وبعد ذلك يعود الى مداره السابق باعثا فوتونا ضوئيا يتناسب مع الفرق بين المدارين. وعندما يقوم الإكترون الموجود بالمدار 2 بالقفر الى المدار 3، ثم يعود سيطلق اشعاعا بطول موجي 656.3 نانومتر، وهذا الإشعاع يطلق عليه بالهيدروجين ألفا، وسيكون أحمر اللون. كذلك يقوم الاشعاع بانتزاع إلكترون من الكبريت فيصبح غاز أحادي مؤين (SII)، ويشع بطول موجي قدره 672 نانومتر ،أي أنه ايضا يبدو للعين المجردة أحمر اللون. واخيرا فإنه بالقرب من النجوم اليافعة، تؤدي قوة الاشعاع إلى انتزاع إلكترونين من غاز الأكسجين فيصبح غاز ثنائي مؤين (OIII) ويشع بطول موجي قدره 501 نانومتر وسيبدو ذلك لونه أخضرا مزرقا للعين المجردة.
وعادة ما يتم التقاط الصور الفلكية بعدة فلاتر لتدمج مع بعضها، لتكوين صورة مزيفة الألوان (False color image)، أي أن الألوان تحدد من قبل الفلكيين، وهي ليست كما ترى بالعين المجردة، بل لو أن الصور التقطت بالبصريات فقد لا ترى لها ألوانا نهائيا، لذلك فإن ناسا تلون جميع صور هابل وغيرها.
بالنسبة لصورة السديم التي القتطها الفلكي جاسم مطلق فقد استخدام آلية المرصد الفضائي هابل في تركيب الصورة، من حيث انتقاء اللون الاحمر للهيدروجين، واللون الاخضر للكبريت، واللون الازرق للاكسجين.
من يريد أن يتابع الفلكي جاسم مطلق فعليه بالمواقع التالية:
https://twitter.com/jasemmutlaq