المعروف أن كل الأحياء انتقلت من البحر إلى البر، ولكن السؤال هو كيف حدث ذلك؟ دراسة نشرت في مجلة النيتشر تقدم أدلة على تطور الأسماك لتنتقل من البحر إلى اليابسة من خلال مرونتها.
درس العلماء أسماك “بشير” والتي تمتلك الرئة بالإضافة إلى الخياشيم، مما يمكنها من التنفس خارج الماء، فأخرجوها من الماء لتعيش في أمكان رطبة، ليعرفوا ما هي التحورات التي تحدث لهم بداخل أجسامهم والتي تجعلهم يتأقلمون من البيئة المحيطة، فاكتشفوا أن تَعوُّد السمكة على المشي على اليابسة غير من هيكليتها الداخلية، فعضلاتها وعضامها تتغير للتواءم مع الحركة.
فقد قامت الأسماك برفع رأسها فوق مستوى الأرض، وكذلك فإنها استخدمت زعانفها للمشي بتقريبها إلى الجسم، وهذه كلها أدت إلى تغيرات هيكلية أساسية في الجسد، ويطلق على هذه التغيرات “مرونة”، أي أن السمكة مرنة بحيث تتغير للتأقلم مع البيئة المحيطة (في حياتها).
الخروج من الماء إلى اليابسة ربما ساعد الأسماك في القدم على تفادي الأسماك التي تفترسها، ولكن مع الوقت والتأقلم مع البيئة عبر الأجيال تطورت الأسماك لتصبح قادرة على العيش خارج الماء نهائيا، ومن المعروف أيضا أن الحيتان والتي هي ثدية انتقلت من اليابسة إلى الماء تدريجيا، لا ننسى أن هناك مراحل انتقالية كفرس النهر مثلا، فهو يعيش بين الإثنين.