ربما نتذكر كيف أُنزلت “الروفرات” المختلفة على المريخ، الأخيرة منها أنزلت إما باستخدام بالونات داعمة محيطة بالروفر من جميع الجهات، حتى تحميها أثناء السقوط، والأخري “الكيوريوسيتي” أنزلت باستخدام مركبة تطير باستخدام نفاثات صاروخية، وهي بدورها أنزلت الروفر على السطح باستخدام حبال.
هذه الأفكار كانت مبهرة وناجحة، لعل أسوء ما حدث للروفر الكيوريوسيتي هو أن الدفع الصاروخي نفث على الأرض بقوة، فتطايرت التربة و”الحصى” من على الأرض، وضربت إحداهن جهاز قياس الأجواء فعطلته، هذه كانت المشكلة الوحيدة في الإنزال.
أما الآن، فوكالة الفضاء الأوربية (ESA) تفكر في طريقة مختلفة لإنزال الروفر، بدلا من النفاثات، سيكون بإمكانها إنزاله بنفس الطريقة تقريبا ولكن من غير النفاثات الصاروخية، حيث ستحلق مركبة باستخدام مراوح، وهذه المراوح تبقيها معلقة لحين إنزال الروفر باستخدام الحبال، اللقطة التالية تبين الفكرة، حيث فيها كواد مختلف نوعا ما، ففيه 8 مراوح، كل اثنتين منها فوق بعضهما، ربما من الأفضل أن نسمي المركبة بـ”أوكتا كوبتر” Octacopter.
الميزة الأخرى التي تتميز بها هذه المركبة أنها تحتوي على نظام لتحديد الموقع المناسب للهبوط، فالروفر إن هبط على سطح يحتوي على صخور فلربما سيكون من الصعب عليه التحرك خلالها، وأيضا فإن المركبة تحتوي على جهاز ملاحة، للاستدلال على المكان الصحيح.
وفي هذه المركبة تكمن مشكلتان، الأولى أن الهواء على المريخ أقل بكثير من الهواء على الأرض، فحتى تتمكن من الطيران، لابد أن تحتوي على مراوح كبيرة جدا لكي تحرك كمية من الهواء مناسبة إلى الأسفل فترفع، ثانيا، لا توجد أقمار صناعية مخصصة للملاحة حول المريخ، ولذلك لن تستطيع المركبة الاستفادة من جهاز الملاحة، الروفر كيوريوسيتي لا يحتوي على جهاز ملاحة للاستدلال، هو يستخدم عدة طرق لمعرفة المسافة المقطوعة، منها الإشارات الموجودة على العجلات، والتي تترك أثرا يدل على المسير.
فهل ستنجح فكرة ESA؟ فرص نجاحها بهذه الطريقة ضيقة جدا.
المصدر: IEEE Spectrum