كيف يمكن لأحد وصف الألوان لشخص ولد وهو أعمى؟ فهو لم ير الألوان في حياته، فكيف له أن يتصورها في ذهنه؟ هل هناك طريقة لوصف الألوان له بحيث يتمكن من تخيلها؟
كل الألوان التي نراها – في الحقيقة – هي غير موجودة، الأشياء ليست لديها ألوان؟ ما نسميه نحن باللون الأخضر للنباتات أو الأحمر للورود أو الأبيض للفانيلا ليست خاصية جوهرية لها، الذرات غير ملونه؟ والأجسام التي تتكون منها أيضا غير ملونة، والضوء الذي ينعكس من تلك الأجسام ليس ملونا، إذن، كيف نرها ملونة؟ إنه المخ، فهو المسؤول عن إضفاء اللون على الأشياء.
ما يحدث هو أن ضوء الشمس المحتوي على أطوال موجية مختلفة من الألوان يسقط على الأجسام، فتمتص الأجسام كل طيف الضوء فيما ما عدا مجموعة من الموجات، وحينما تسقط فوتونات الضوء المنعكسة من الأجسام على شبكية العين تمتصها خلايا عصوية، وهناك ثلاث منها مخصصة لما نسميه نحن بـ”الألوان” أو في الواقع الموجات. بعد أن تُلتقط الفوتونات تذهب عبر الأعصاب إلى القشرة البصرية خلف المخ.
بعد ذلك يبدأ المخ بإضفاء اللون عليها، كل ما هنالك أن المخ يقوم بتمييز المعلومات التي وصلت إليه من العين عن بعضها البعض، فهو الذي يقول أن موجة ما هي حمراء، والأخرى زرقاء، وتلك صفراء، وهذه بنفسجية وهكذا. الألوان كلها ليست إلا تفسيرا يقدمه المخ لنا.
الأهم من ذلك، بما أن المخ هو الذي يضفي صفة اللون على الأطوال الموجية، كيف يمكن لك أن تعرف إن كان تفسيرك للون ما هو نفس تفسير شخص آخر لنفس اللون؟ فكر قليلا، أنت وصديقك تنظران لوردة حمراء، كل واحد منكما يقول أن الوردة “حمراء”، ولكن قد يفسر مخ صديقك اللون بطريقة مختلفة تماما عنك، قد ترى اللون الأحمر كما اعتدت أن تراه، ولكن صديقك يراه أخضرا، ولكنه اعتاد (بالاتفاق منذ صغره) أن يسميه باللون الأحمر، هل تشعر بدوار الآن؟
كيف يمكن أن نبين لشخص أعمى الألوان إن لم يبدأ المخ منذ الصغر بتمييز الأطوال الموجية لتفسيرها؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال.
هذه اللقطة تبين محاولة من عامة الناس لشرح الألوان لـ”تومي إديسون”، ولكن لا ندري إن كانت ناجحة.
المصدر: TommyEdisonXP