الكثير من الناس تستخدم الموقع الشهير دروب بوكس (Dropbox)، وهي شركة تقدم خدمة تخزين المعلومات على الإنترنت، بمجرد تحميل أي ملف أو صورة أو فيديو من خلال أي جهاز إلى السحابة، ستتوفر هذه المعلومات على جميع الأجهزة الأخرى. وهذه الخدمة سهلت على الكثير من الناس الوصول للمعلومة على جميع الأجهزة من الكمبيوتر الشخصي إلى الهاتف الذكي.
بالإضافة لإمكانية التخزين، فإن دروب بوكس توفر القدرة على مشاركة الملفات مع الآخرين، حيث أن لديها قاعدة مكونة من 300 مليون مستخدم.
بدأت الرحلة مع آندرو هاوستون من الصغر حيث كان لديه اهتماما كبيرا بالكمبيوتر، حينما كان صغيرا كان يعبث بكمبيوتر يمتلكه والداه، كما هي العادة في الأطفال، كان أندرو يحب الألعاب، ولكنه يسأل: كيف تعمل هذه الألعاب؟ ويتخيل نفسه يصنع لعبة يوما ما. فتعلم البرمجة.
حينما كبر صنع صفحة تساعد الطلاب في الاختبارات، فشلت فكرته، ولكنها ساهمت في إنشاء فكرة دروب بوكس.
كان في طريقه وهو الباص من مدينة بوسطن متجها إلى نيويورك، ولديه قائمة من الأشياء التي يريد أن ينجزها، فتح اللابتوب، وأراد أن ينزل المعلومات إليه من ذاكرة الفلاش، فبحث عنها في جيبه، ولم يجدها، لقد نسيها. ولم يستطع أن ينجز أي منها.
بعد هذه اللحظة قرر أن يصنع برنامجا لكي يتفادى الوقوع في نفس هذه المشكلة في المستقبل. كان هدفه الأساسي من صناعة الموقع هو أن يساعد نفسه، ولكن الفكرة – كما شعر أندرو – كانت مناسبة له ولغيره، فالكل يحتاجها.
المشكلة التي واجهها في البداية هي إيجاد الدعم المادي، فكل المستثمرين اعتقدوا أن هناك المئات من الشركات التي توفر خدمة تخزين المعلومات، فما الحاجة لمثل دروب بوكس، فرد عليهم بقوله أنه صحيح أن هناك الكثير من الشركات التي توفر هذه الخدمة، ولكن هل كانوا يستخدمونها؟ بالطبع فإنهم لم يكونوا يستخدمونها رغم وجودها.
أدخل معه شريك مؤسس، وهو طالب من نفس الجامعة التي تخرج منها وهي إم آي تي (MIT)، اسمه آراش فاداوزي، وبدآ بالعمل، فتأسس المشروع، ولكنه كان في مرحلة من التقدم والتقهقر، أحيانا يجد نفسه في مرتفع حيث تنشر مقالة عن الموقع، وأحيانا في منخفض، لأن الموقع تعطل بسبب خلل في البرمجة. كان بين السعادة المطلقة، والرعب المطلق يوميا. ولا تزال الحالة هكذا اليوم.
اليوم تحتوي الشركة – التي بدأت سنة 2009 – على 700 موظف، وقد تم انتقاؤهم لتكوين فريق قوي يتسبب في إنجاح الشركة، تراهم يتحركون على المزلاج بين المكاتب الشركة التي تقبع في سان فراسيسكو.
يقول أندرو: “ستكتشف أنه ليس هناك سحرا حينما تنظر خلف الستار، أعني أن كل تلك الشركات بنيت من خلال تكوين جماعة من الأذكياء وجمعهم مع بعضهم، وهؤلاء يحاولون أن يتخذوا أفضل القرارت، ثم يقومون بحل مشكلة تلو الأخرى، ثم يكررون هذه العمل، تبدو هذه العملية كالفائدة المركبة، مع كل قرار جيد، ومع إضافة شخص أفضل، ومع العمل بجدية أكبر، وبعد يوم أو بعد سنة، قد لا تلاحظ تغيرا كبيرا، ولكن بعد 7 سنوات سترى تغيرا كبيرا.”
شركة أندرو قيمتها اليوم في السوق هي 10 مليار دولار، وآندروا هاوستون عمره 31 سنة اليوم.