أجريت دراسة علمية ونشرت في مجلة علم الإدراك Cognitive Science تبين أن الأطفال الذي ينشأون على الفكر الديني سواء من خلال الكنسية أو المدارس الدينية أو كلاهما لا يستطيعون أن يميزوا الخيال من الواقع في القصص بنفس درجة الأطفال الذين تتم تربيتهم تربية علمانية.
أقيمت الدراسة على 66 طفلا في عمر 5 و 6 سنوات، حيث نشأوا نشأة دينية أو علمانية، قدمت لهم ثلاث أنواع من القصص، أما القصة الواقعية فقد عرف جميع الأطفال أن بطل القصة كان شخصية حقيقة، أما القصص الدينية والتي تكون فيها المعاجر، فكما هو متوقع فالأطفال الذين تربوا في البيئة الدينية اعتبروا أن الشخصيات الإعجازية كانت حقيقة، أما الأطفال في البيئة العلمانية اعتبروا الشخصيات وهمية، أما بالنسبة للنوع الأخير من القصص، وهي القصص الخيالية البحتة، فلم تكن لدى الأطفال من البيئة الدينية نفس القدرة في تمييز أبطال القصة على أنهم من الخيال بالمقارنة مع الأطفال من البيئة العلمانية.
كيف يميز الأطفال كون الشخصيات خيالية أو حقيقة؟ إنهم يستلهمون ذلك من خلال سياق القصة، فإذا كانت القصة تحتوي على أمور سحرية، يقرر الأطفال أن البطل هو أيضا خيالي، وإن كانت القصة تحتوي على أمور واقعية يصبح البطل واقعيا (قد لا يكون هذا الأسلوب في كشف البطل دائما ناجحا، ولكن هذه هي واحدة من أدوات الأطفال للتمييز)، فعلى سبيل المثال، يقول الطفل: “لا يمكن أن يكون هناك شيء كمثل حلزون خفي” أو “لا تستطيع أن تمتلك سيفا يحميك من الخطر في كل مرة”، ثم يقررون أن بطل القصة ليس حقيقا بناء على هذه التفاصيل المستحيلة.
ولكن لو أن الأطفال استمعوا لشهادة الأكبر في السن تدعي أن الأمور الخيالة بإمكانها الحدوث قابلوها بالقبول على أنها صادقة، وقد أجريت تجارب في السابق تبين هذا الشيء، فمثلا يقدم العلماء للأطفال قنينة وفيها محلول سحري، ويدعون أن شرب المحلول يرجعهم إلى الماضي، فبتصديق الأطفال لهذه الشهادة لم يجرؤوا على شرب المحلول خوفا من أن يرجعوا بالعمر كثيرا.
ويخلص البحث إلى أن تأثير القصص التي تُحكى للأطفال تؤثر على فهمهم للعلاقة بين السبب والمسبب. وأن البيئة التي يعيش فيه الطفل تحدد كيف يتعامل مع القصة الخيالية والواقعية.
المصدر: Cognitive Science (PDF)، HuffPost