الكثير من الدراسات تدلل أن المخ السليم هو في الجسم السليم، البعض منها كشف أن حتى المشي بقدر 30 دقيقة كل ثلاثة أيام من الأسبوع هي كافية لتقوية المخ، وبالتالي وظائفه، ولكن هذه الدراسة الجديدة تبين أن الرياضة المكثفة لها تأثيرا مباشرا على حفظ المعلومات في الذاكرة الدائمة في المخ.
قامت جامعة جورجيا تيك بتجربتين لمعرفة تأثير الرياضة المكثفة على الذاكرة، في الأولى، يتمرن الأشخاص قبل دراسة موضوع ما، وفي الثانية يتمرن الأشخاص بعد الدراسة، قدم المختبرين 90 صورة منوعة لمجموعة من الطلاب، فبعضها كان إيجابيا (صور لأطفال يلعبون على مزلج مائي)، وبعضها سلبي (صور لأجسام مقطعة)، وبعضها كان متعادلا (صور لساعات حائط)، ولم يطلب من المتطوعين تذكر هذه الصور، بعد ذلك طلب منهم الجلوس على جهاز تمارين الفخذ، نصفهم قام بالرياضة، والنصف الآخر جلس من غير حركة منه، بل إن المختبرين قاموا بتحريك أرجلهم لهم تقليدا للذين يقومون بالرياضية بأنفسهم (وهذا هو أسلوب لضبط المتغيرات في التجربة).
بعد 48 ساعة من رؤية الصور، عاد المتطوعون إلى المختبر، فأروهم المجربين 180 صورة، بحيث تكون الـ 90 صورة التي رأوها في السابق من ضمن الـ 180 صورة، لاحظ المختبرون أن الذين لم يقوموا بالرياضة تذكروا 50% من الصور، بينما الذي تمرنوا بأنفسهم تمكنوا من تذكر 60% (متوسط حسابي للفريقين)، هذا يعني أن التمارين زادت من قوة التذكر بقدر 10% في الأشخاص الذين يقومون برياضة مكثفة، وسواء أكانت هذه الرياضة قبل أو بعد الدراسة، فسيكون لها نفس التأثير.
يعتقد العلماء أن السبب في هذه الزيادة في قدرة المخ على التذكر قد ترجع إلى الإجهاد الشديد، والذي يتسبب في إفراز هرمونات معينة، وهي التي تؤثر على نشاط المخ، وقد دلت الدراسات السابقة على الفئران بوجود مثل هذا التأثير على ذاكرتها.
وهذه ونتائج هذه الدراسة هي سببا آخر يدعوك لتخصيص جانبا من حياتك للرياضة.
المصدر: Georgia Tech