جوجل: “أقتل المسلمين”
هذا ما بحث عنه الأمريكيون على جوجل أثناء خطاب الرئيس الأمريكي أوباما للتسامح مع المسلمين بعد مجزرة سانبريندينو. مجزرة قَتل فيها مسلميْن – رجل وزوجته – مجموعة من الناس في مكان عملهم الآمن. ومع ذلك طلب الرئيس الأمريكي أن لا ينتقم أحد من المسلمين. كانت كلماته معبرة ورنانة وحكيمة، كل معلق ينظر لخطبته على أنها قوية ومؤثرة. وقد مدحت في الجرائد بعد ذلك.
أثناء تلك الخطبة قام الباحثون في جوجل بدراسة تأثير خطبة الرئيس الأمريكي على الناس، فنظروا إلى الكلمات التي يبحث عنها الناس أثناء الخطبة، وإذا بها في الغالب تبين عكس ما كانت تدعو له كلمات الخطبة. بل إن البحث عن جملة “اقتل المسلمين” قفزت وارتفعت بكميات كبيرة (وقد دلت الدراسات على مدى السنوات السابقة أن مستوى الجرائم يرتفع تزامنا مع هذا النوع النوع)، مما يدل أن خطاب أوباما كان له تأثيرا عكسيا رغم إيجابيته.
ولكن كانت هناك جملة واحدة لأوباما قلبت الموازين، وغيرت الناس من البحث عن “قتل المسلمين” السلبي إلى الجانب الإيجابي. فأثناء تلك الخطبة تكلم أوباما عن أولئك المسلمين الأمريكيين الذين يشتركون مع باقي الأمريكيين غير المسلمين في الدفاع عن الولايات المتحدة، وهم معهم في الجيش، وكذلك عن المسلمين الأبطال في الرياضة، بعد هذه الجملة مباشرة تحول البحث على جوجل من “اقتل المسلمين” إلى البحث عن الشخصيات المسلمة في الجيش والرياضة، بل ارتفع مستوى البحث عنهم لليوم التالي، ليؤكد إيجابية الجملة التي قالها الرئيس الأمريكي.
تبين من خلال الدراسة أن الناس تحولوا من الكراهية إلى الفضول وحب الاستزادة لمعرفة المسلمين الذين يشاركونهم في همومهم. وفي نفس الوقت ستنخفض الجرائم ضد المسلمين الأبرياء الذين لا دخل لهم بالمجزرة. ومن هذا خلص الباحثون إلى أن الكلمات الإيجابية البلاغية الرنانة قد لا تأتي بالنتائج المرجوة، وأن الأفضل هو تقديم معلومات من شأنها أن ترفع من مستوى وعي المستمع، وتحثه على البحث أكثر.
ولعل من المهم أن أننا أيضا بحاجة لمعرفة هذه المعلومة، حيث نحتاج لتغيير الخطاب من الخطاب التقليدي المتبل بكلمات رنانة والداعية لتوحد الطوائف، إلى خطاب معرفي ينقل الكراهية إلى محبة البحث المعرفي عن الطرف الآخر.
المصدر: Science Friday
أحسنت ، ومن هنا تأتي أهمية مراجعة الخطاب الديني وتصحيح مساره