لقد رصد المرصد لايغو ثقبين سوداوين وهما يندمجان، وهذه هي المرة الثالثة التي ينجح العلماء في رصد الموجات الجاذبية المتكونة بسبب الثقوب السوداء، وكالعادة فحينما يندمج ثقبين فإنهما يموجان الزمكان (الزمان والمكان). بعدما اندماج الثقبان أصبح مجموع كتلهما يعادل كتلة 49 شمسا، يبعد عنا هذا الاندماج مسافة 3 مليار سنة ضوئية، أي أكثر من مرة ونصف المرة من الاكتشاف الأول. كتلة أحد الثقبين هي 32 ضعف كتلة الشمس، أما الآخر فكان أخف، أي يعادل 19 شمسا. حينما اندمج الثقبان فمن المفروض أن تكون محصلة الكتلتين هي 51 شمسا، ولكن النتيجة كانت 49 شمسا، لقد ذهب قدر شمسين على شكل طاقة تموج الزمكان.
مرصد لايغو يكشف عن تموجات زمكانية تمر على الكرة الأرضية من ثقوب سوداء أو نجوم تذبذب نسيج الكون، وقد بني مرصدان منه، أحدهما في هانفورد بولاية واشنطن ستيت Hanford, Washington State، والآخر في ليفينغستون بولاية لوس أنلجلوس Livingston LA، كل واحد منهما بني على شكل حرف L، وحينما يتموج الزمكان فإن كل ذراع من ذراعي حرف L ينكمش، والآخر يتمدد، ورغم أن التمدد والانكماش صغيران جدا (يعتمد على بُعد وحجم الثقوب السوداء المؤثرة)، إلا أن المرصد قادر على استشعار هذا الفارق حتى وإن كان أصغر من البروتون بـ 1000 مرة.
اكتشفت الموجات الثالثة بتاريخ 5 يناير 2017، وذلك قبل ستة أشهر، وعكف العلماء على دراسة وتأكد من صحة اكتشافهم قبل الإعلان عنه، لقد تذبذب المرصد في واشنطن ستيت أولا، ثم تذبذب بعد ذلك بثلاث ملي ثانية المرصد الآخر في لوس أنجلوس، حيث تحركت التموجات بسرعة الضوء، ولأن الإشارات ضعيفة جدا، فقد أعلن العلماء أنه متأكدين 99.997% من صحة النتائج.
المصدر: ScienceNews، LIGO Caltech