اتهمت القهوة لسنين عديدة بأنها تسبب السرطان، غير أن الدراسات الحديثة أثبتت عكس ذلك، فهي تقي من أنواع من السرطانات كسرطان الكبد، وغيره، فما الباعث لذلك الاتهام؟ وهل للقهوة علاقة بالسرطان؟
نشرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان International Agency for Research on Cancers في عام ١٩٩١م خبرًا صنّفت فيه القهوة كمسرطن محتمل للإنسان، لتكشف لاحقًا عن خبرين أحدهما لقي ترحيباً واسعاً أما الآخر فلم يفعل؛ فالخبر الأول مفاده عدم وجود دليل قاطع على أن القهوة تزيد من خطر السرطان، وهو عكس ما نشرته الوكالة في عام ١٩٩١م.
أما الخبر الآخر فيتمثل في أن المشروبات الساخنة جداً – كما هو الشائع في مناطق من أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط والصين – هي المرتبطة بسرطان المريء – وهو ثامن أكثر السرطانات انتشاراً في العالم، فقد لوحظ ارتباط سرطان المريء مع شرب المتَّة الساخنة جداً في أمريكا الجنوبية عام ١٩٩١م.
كما لوحظت زيادة في معدل سرطان المريء في إيران في سبعينيات القرن الماضي، ويعتقد أن سبب الزيادة هو المشروبات الساخنة.
إذاً فالخطورة ليست في نوع المشروب (شاي أو قهوة أو حتى الماء) وإنما في درجة حرارته، ولكن كيف تسبب المشروبات الساخنة السرطان؟
إن المقصود بالمشروب الساخن الخطر هو ذلك المشروب الذي تكون درجة حرارته أعلى من خمس وستين درجة مئوية، وصوله لهذه الدرجة سينتج عنه حروق في أنسجة المريء وتلفها، وبطبيعة الحال فالجسم يعمل على تكاثر خلوي ليعوض التالف، ومع تكرار التعرّض لهذه المشروبات الساخنة ستزيد احتمالية حدوث طفرات جينية للخلايا المتكاثرة وتتكون الأورام السرطانية.
ويزيد خطر الإصابة بهذا السرطان كذلك عند التعرض لمادة مسرطنة كمركب النيتروز N-nitroso الذي يكون في النيكوتين الموجود في دخان التبغ، واللحوم المعالجة، ولحم الخنزير المقدد، والسمك المدخن، والكحول.
ومن الأمثلة التي تثبت أن التعرض لمادة مسرطنة عند حدوث حالة تلف أو التهاب في نسيج معين قد تسبب في تكوّن ورم سرطاني في ذلك النسيج، أنه في حالة التهاب المعدة فإن التعرض لمادة النيتروز N-nitroso يزيد من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
ولكن ليس كل شيء يسبب السرطان، إذ نحتاج للكثير من الدراسات لتأكيد سرطنة مادة معينة، غير أن الوقاية خير من العلاج، لذلك يُنصح أن تكون درجة حرارة المشروبات أقل من ستين درجة مئوية عند شربها.
المصدر: ifls
مقال مفيد وجميل وفق الله كاتبه