التنقل اللحظي
سجل إعجابك على الفيس بوك | أنا موجود على التويتر |
ربما سمعت الجملة الشهيرة، “beam me up Scotty”، وهذه الجملة أتت من الستار ترك (Star Trek) الشهير الذي كتبه جين راودنبيري (Gene Roddenberry)، وهذه الجملة تعني (تقربيا)، “إنقلني إشعايا يا سكوتي”، حيث كان الكابتن كيرك يطلب من المهندس سكوتي أن يرسله من أو إلى سطح الكوكب من المركبة الفضائية إنتربرايز، والفكرة تتلخص في أن يقف كابتن السفينة أو بعض الطاقم على منصات ثم يقوم سكوتي بالتحكم ببعض المقابض وبهذا يختفي الطاقم من المنصات لينقلوا لحظيا إلى سطح الكوكب البعيد. استحدثت هذه الكلمة Teleportation (التنقل اللحظي) قبل ذلك أيضا من الكاتب الأمريكي تشارلز فورت.
هل هذه الفكرة خيال أم أن بالإمكان تحقيقها علميا؟ هل بإمكان العلماء نقل جسم من مكان إلى آخر لحظيا؟ الفكرة هي أن يتم تفكيك الجسم على مستوى الذرات في المكان الذي سينقل منه ومعرفة مكان ومعلومات كل ذرة، ذرة بذرة، ثم نقل معلوماتها في الفضاء وإعادة دمج الذرات مع بعضها لترجع إلى حالتها الأولى. من الناحية العلمية هذه العملية أصبحت واقع مع فوتونات الضوء والذرات، وقد بدأت هذه المسيرة من شركة الآي بي إم (IBM) في سنة 1993 عن طريق العالم تشالز بينيت (Charles Bennett) حيث قام بتحويل الفكرة الخيالية إلى علم، لم يكن العلماء في السابق مقتنعين بإمكانية عمل هذه الشيء بسبب مبدأ الريبة لهايزنبرج (Heisenberg Uncertainty Principle)، ولكن تخطى العلماء المشكلة بفكرة عبقرية، (لن أخوض في هذه الفكرة في هذا البودكاست السفري السريع)، ولذلك قام العلماء بنقل الفوتونات الضوئية على مسافة 600 عبر نهر الدانيوب وأثبت أنه بالإمكان النقل اللحظي، والآن تمكن العلماء من نقل الذرات أيضا، واتسعت المسافة لتكون 100 ميل، والمرحلة القادمة ستكون نقل الذرات إلى الفضاء الخارجي إلى مركبة المكوك، أو إلى سطح القمر كما يقول العالم الكبير ميشيو كاكو، ثم بعد ذلك يمكن نقل جزيئات الماء، وربما بعد ذلك الفيروس ثم البكتيريا، وربما تحتاج العملية إلى مئات السنين.
التصور الحالي لمثل هذا الجهاز إن كان بالإمكان تطبيقه هو أن يعمل كما يعمل الفاكس، حيث يقوم الجهاز بمسح للنقاط الموجودة على الورقة ثم تنقل معلوماتها لترسم مرة أخرى على الطرف الآخر، أي أنه لو تمت عملية النقل في المستقبل، ستكون هناك نسختان من نفس الشخص، فعملية النقل تتطلب تدمير النسخة الأولى، وهذه مشكلة من الناحية الإنسانية والقانونية، ثم أنها تتضارب فلسفيا مع الروح، وربما اقرب فيلم يحكي عن تدمير النسخة الأولى للإنسان المنقول هو الفيلم الرائع (The Prestige)، عوضا عن أن تطبيق النقل اللحظي على الإنسان أو جسم أخر يحتوي على الترليارات من الذرات غير عملي حاليا، وإن كان ذلك ممكنا من الناحية النظرية. وحتى أن محور فيلم الذبابة (The Fly) يعتمد على فكرة التنقل هذه أيضا، حيث أراد عالم نقل نفسه من منصة في غرفة إلى أخرى كتجربة أوليه، ولكن مصادفة دخلت ذبابة معه في الغرفة فاندمجت معه مكونات جسده، وبدأ باكتساب قدرات الذباب من القفز العالي والقوة الخارقة ثم تحول تدرجيا إلى ذبابة كبيرة.
لمعلومات
+ الكثير منا يمر على مواقع تطلب منه كتابة حروف مرسومة بشكل معوج بحيث قبل أن ينفذ الكمبيوتر عملية معينة، وهذه الفكرة تسمى بالكابتشا (CAPTCHA)، وهذه الطريقة تضمن أن المدخل للبيانات هو إنسان وليست برنامج، حيث أن البرامج الكمبيوترية ليس باستطاعتها التعرف على الحروف المعوجة بشكل دقيق، ولكن هل تعلم أنك بهذه الطريقة تساهم في كتابة مكتبة ضخمة لأرشيف جريدة النيويورك تايمز؟ صحيح، فذلك يتم عن طريق ما يسمى بالري كابتشا (reCAPTCH)، شركة الجوجل تعتمد على برامج المسح الإلكتروني وتحويل الصورة للكلمات إلى الحروف، ولكن أحيانا لا يمكن للكمبيوتر التعرف على صورة الحروف، فيتم إدخالها في عن طريق الكابتشا ويطلب منك كتابة الكلمة، ولكن حتى يضمنون أنك لن تدخل حروف عشوائية تترادف مع الكلمة الأولى كلمة ثانية عشوائية يعرفها الكمبيوتر تماما، فإذا أدخلت العشوائية بشكل صحيح يعتبر الكبيوتر أنك ادخلت الأخرى ايضا بشكل صحيح، وتعطى الكلمة نفسها لمجموعة من الناس، وحينما يتفق عليها عدد من الناس، يتم إدخال الكلمة في النص.