عدد الإثباتات التي تقدم للتأكيد على صعود رواد الفضاء على القمر لا تحصى، كل منها يأخذ زاوية مختلفة من الموضوع، وقد وضعنا لقطة سابقا تبين أحد الأدلة المُعتمِدة على التصوير السينمائي الذي يستحيل القيام به في الستينات، ومنها أثبت المعد للقطة أن الصعود على القمر لم يكن بالإمكان فبركته سينمائيا، وكذلك وضعنا خبرا آخرا يبين حركة الأتربة التي تتطاير بسبب دوران العجلات على السطح، والتي لا يمكن أن تحدث إلا عن طريق وجود السيارة على سطح القمر بجاذبيته المعروفة، كل هذه المعلومات تساهم في دحض النظريات مؤمراتيه من أشخاص معلوماتهم ناقصة علميا. أما هذا الطرح الجديد فهو في الحقيقة رائع، ويفوق الأطروحات السابقة، حيث أنه يدحض إحدى التكذيبات بطريقة علمية نمذجية لا يمكن إنكارها.
إحدى التكذيبات التي يطرحها ناكري نزول الرواد على سطح القمر تعتمد على انعكاس الضوء من الأسطح، لا سيما في هذه الحالة انعكاس الضوء من بدلة رائد الفضاء “باز ألدرين” أثناء نزوله من سلم المركبة على السطح، المشكلة كانت في أن باز كان في ظل المركبة الفضائية، فمن أين أتى الضوء المنعكس على بدلته أثناء تصويره؟ تخيل أنك في غرفة مظلمة، وهناك ضوء ساطع خلف الباب، وأنت تقف أمام الباب مباشرة، حينما يتم تصويرك لن تظهر واضحا، ربما ستظهر تفاصيل حدودك على شكل ظلال في ظلام، فالضوء لا يصل إليك. هكذا كانت تدعي النظرية المؤامرتية.
الدحض أتى من جهة لم يكن من المتوقع أن تقدم إجابة على هذه المشكلة، وهي شركة إنفيديا Nvidia التي تصنع كروت الشاشة، كرت الشاشة هو الذي يرسم ما تراه الآن من رسومات ثنائية أو ثلاثية الأبعاد، وكلما كان الكرت أكثر تقدما كلما استطاع أن يرسم بسرعة ودقة أكبر، وباستخدام كرت جديد شديد القوة استطاعت شركة إنفيديا أن تعيد رسم سطح القمر والمركبة ورواد الفضاء بكل تفاصيلهم، بالإضافة للأضواء الآتية من الشمس، وكذلك – والأهم – انعكاس هذه الأضواء من جميع الأسطح في زمن حقيقي (Real Time)، وهذا ما لم يكن ممكنا في السابق.
بعد أن قامت الشركة بالنمذجة، وانعكست الأضواء من الأسطح المختلفة، أضيئت ملابس باز أولدرين، وبان واضحا، ولكن حينما أقيمت مقارنة بين الإضاءة في النمذجة والصورة التي أخذت على سطح القمر لم تكن الأضواء متساوية، فالصورة تظهر باز وهو ينزل من السلم أكثر إشراقا على عكس ظهوره في النمذجة.
المشكلة كانت في أن النمذجة لم تأخذ انعكاس ضوء الشمس من المُصور الذي التقط صورة باز، وهو رائد الفضاء الشهير “نيل آرمسترونج”، وبعد أن أضيف نيل إلى النمذجة وانعكست الأضواء ملابسه البيضاء وإلى باز، تطابقت الصور الأصلية مع النمذجة، وأصبحت الأضواء متساوية في الحالتين، أي أن الأضواء الموجودة على السطح والمنعكسة من جميع الأجسام كانت كافية لإظهار باز مضيئا كما ظهر في الصورة.
وهكذا دحضت نظرية مؤامرة الضوء، كما دحضت النظريات الأخرى، وكانت بطريقة فذة، لم تكن ممكنة في السابق.
هذه اللقطة تشرح هذه الفكرة، ودحض آخر حول النجوم.