إنها أخطر غرفة وهي موجودة في الحجز “هانفورد” النووي (Hanford Nuclear Reservation) في منتصف ولاية واشنطن شمال غرب الولايات المتحدة، حيث كانت تُنتج مادة البولونيوم (Polonium) المشعة للأسلحة النووية، في هذه الغرفة كانت تستخلص مادة أمريكيوم (Americium) بالخصوص.
كان “هارولد ماكلسكي” (Harold McCluskey) يعمل بداخلها، ويستخدم صندوق القفازات، وإذا بالصندوق ينفجر بسبب التفاعلات الكيميائية التي كان يقوم بها، وتعرض هارولد إلى إشاعات نووية هائلة، كانت أكثر بـ 500 مرة من المعيار المسموح به مهنيا.
نقله الإسعاف بسرعة، وأدخل إلى المستشفى، والدم يقطر منه، ولكن بسبب حرارته العالية، نقل عن طريق الريموت، ووضع في غرفة مصنوعة من الفولاذ والكونكريت، وذلك لأنه أصبح “الرجل الذري” (كما لقب)، فجسده شكل خطورة كبيرة على من حوله من الناس بسبب الإشاعات التي كان يطلقها.
بقي في المستشفى لمدة ستة أشهر وهو تحت العلاج والتنظيف، حيث أزال منه الأطباء شظايا الزجاج والمعدن الحاد الذي تطاير عليه من الانفجار، لم يكن يسمع جيدا بعد ذلك، ولم يكن يرى بشكل جيد أيضا، ولذلك لم يكن يعرف الممرضات اللاتي قمن بالاهتمام به، فقد لبسن الملابس الواقية، ونظفن جسده، وحلقن شعره بالكامل يوميا، وكلما نظفنه باستخدام خرق، تخلصن منها لأنها أصبحت هي أيضا مشعة. وكذلك فإن هارلود تلقى 600 إبرة من مادة الزينك DTPA (الدواء التجريبي) لامتصاص الإشاعات، فانخفض مستواها في جسده إلى 80 بالمئة بعد خمسة أشهر.
كان في عزلة تامة من الناس خلال فترة العلاج، وحتى بعد فترة العلاج، فقد تفاداه حتى أصدقاؤه.
بقيت معه آثار الدمار التي تلقاها جسده من الإشاعات إلى أن توفي، فقد أصيب بالتلوث في كليتيه، وكذلك أصيب بأربع ذبحات صدرية، وأجريت له عملية في عينيه لأنهما ضعفتا.
كان يحلم أن يفرغ للصيد بعد أن يتقاعد، ولكن الإشاعات أنهكته جسديا، ولم يكن قادرا على القيام بذلك حتى توفي سنة 1987 وهو بعمر 75 سنة، وقد أغلق معظم الحجز هانفورد النووي بعد هذا الانفجار.
المصدر: The Seattle Times