سايوير موقع يعنى بالعلم والتكنولوجيا 
ربما لن تشاهد هذا الفصيل من الخنافس – والذي يضيء ليلا – في عالمنا العربي، لكني رأيته في الولايات المتحدة، تجده يبرق بضوء منخفض بين الحين والآخر، يا ترى فيم يستخدم إضاءته؟ إنه يضيء ليتخاطب مع نوعه للتزاوج، وهو أيضا يضيء ليخيف الكائنات التي تفترسه، إنه يستخدم لغة معقدة لا يزال العلماء يدرسونها.
الضوء الصادر من مؤخرة الخنسفاء المضيئة ينتج من عملية كيميائية تثار بالأكسجين بداخل عضو الإضاءة، وعملية الإضاءة هذه هي كفؤة بقدر 100%، فليس فيها أي طاقة تُفقد حراريا مثل الأضواء المنزلية. المواد الكيميائية التي تضيء هي سيئة الطعم، ولذلك فهي تنذر الكائنات التي تفترس الخنافس بأن تبتعد عنها.
تعيش العديد من فصائل الخنافس المضيئة في ولاية فلوريدا، وهناك حوالي 2000 فصيلة مختلفة عالميا، وتحتلف فيما بينهما في نمط الومضات، وتواقيتها، وألونها.
في الغالب فهي تستخدم هذه الومضات لتستدرج الإناث للتزاوج، حيث تقوم الإناث بالرد على الذكور بإشارات ضوئية من عندها وهي على الأرض، فترد إن كانت معجبة به. الإناث تختار الذكور لعدة أمور، منها جودة عمل الجهاز العصبي.
تُقسِّم الخنافس أوقات الليل إلى ثلاثة أقسام، فساعة قبل الغروب، ثم وقت الغروب، وأيضا بداية الليل، فتخرج فصائل مختلفة بحسب الوقت، إنها لا تمتلك ساعة لقياس الزمن، ولكنها تستخدم درجة العتمة لتعرف الأوقات المناسبة للخروج.
أشهر الفصائل الموجودة في الولايات المتحدة هي الفوتاينس بايراليس (Photinus pyralis)، أو ما يلقب بخنفساء الدب الأكبر المضيء، تبدأ بالومض عند الغسق باللون الأصفر المخضر، وذلك كل 6 ثوان، لتغازل الإناث في الأسفل. بعض أنواع الخنافس لا تضيء نهائيا، وبعضها ينظم إضاءته للتزامن مع الآخرين.
الفصيل فوتوريس (Photuris)، يستخدم إضاءته لسبب شرير، فهو يقلد ومضات إناث فصائل أخرى، ليجذب ذكورها، فإن اصطادها أكلها.
الخنفساء المضيئة تعاني من مشكلة التلوث الضوئي الفائضة، هذه الأضواء تؤثر على قدرتها على التزاوج.
هذه كانت ومضة بسيطة لمعلومات عن الخنفساء المضيئة.
المصدر: SciFri
