حينما تكون متيقظا فإن مادة الأدينوزين تتراكم في المخ، وهي تشتبك مع المستقبلات العصبية فتبطئ النشاطات فيه، كلما ازداد الأدنوزين كلما أشعرك المخ بالتعب، وحينما تنام تنخفض كميته، وتدريجيا تتنقل إلى اليقضة مرة أخرى.
جزيئات القهوة تشابه جزيئات الأدينوزين، وحينما تدخل إلى المخ تتنافس معها على المستقبلات العصبية وتشتبك هي أيضا فيها، وبما أن الأدينوزين لا يستطيع الاشتباك فلا يشعر الشخص بالحاجة إلى النوم، ولكن مع شرب القهوة بكثرة يقوم المخ بانتاج مستقبلات عصبية أكثر للأدينوزين، وهذا يعني أن الشخص يحتاج لقهوة أكثر للحصول على نفس مستوى اليقظة.
بالإضافة لذلك فإن الكافيين يحفز انتاج الأدرينالين، وهو يرفع من ضربات القلب، ويحرك الدم، ويفتح القنوات الهوائية، وكذلك فإنه يمنع امتصاص مادة الدوبامين، ولذلك يشعر الشخص بالسعادة، وهذا ما يقوم به الكوكايين ولكن بدرجة أقل، ومنع الدوبامين هو الذي يجعل القهوة تتسبب في الإدمان، ولهذا السبب حينما ينقطع الشخص عن الكافيين يشعر بأعراض الانسحاب.
هل هناك حدودا للكمية التي تستطيع أن تشربها من القهوة؟ نعم، من المفروض أن لا يتعدى الشخص شرب 150 ميلي غرام منها لكل كيلوغراما من وزن الجسم، أي لو أن وزنك كان 70 كغ، ذلك يعني أن أكثر 14,000 ميلي غرام (بحاسبي الرقم الصحيح بحسب المعطيات هو 10,500 ميلي غرام، يبدو أن هناك خطأ في الحساب) من القهوة تعتبر جرعة زائدة، كوب القهوة الواحد يحتوي على متوسط كمية 150 ميلي غراما من الكافيين، وذلك يعني أن حوالي 70 كوبا من القهوة قد تقتلك، ولكن حتى يكون للقهوة هذا التأثير تحتاج لأن تتجرعها مرة واحدة، وهذا أمر صعب جدا. ولكن حتى وإن حاولت ستعشر بالهوس وستهلوس قبل أن تكمل جميع أكواب القهوة.
كذلك فإن القهوة لها نصف عمر يقدر بستة ساعات، أي أن تأثيره عليك سينفخض إلى النصف بعد ست ساعات، وإلى الربع بعد 12 ساعة، فيبدأ الأدينوزين بالرجوع إلى مواقعه في المستقبلات، ولذلك يلجأ البعض لشرب المزيد من القهوة للشعور بالإفاقة مرة أخرى.