الإيبولا تقتل 90% من الناس المصابين به، والسارس يقتل عدد أقل بكثير، ولكنه ينتشر بسهولة بين البشر، هذه الجراثيم المعدية ظهرت في الخمسون سنة السابقة، وهي تُحمل في الخفافيش هي وغيرها من الأمراض، المشكلة ليست في الخفافيش، بل هي في توسع الإنسان ليدخل في مناطقهم، فإما أن تنتقل هذه الأمراض من خلال الحيوانات المستأنسة التي تغزو بيئة الخفاش أو من خلال استعمار الإنسان وبنائه لبيوته بالقرب منهم.
يبدو أن الخفافيش تحمل الكثير من الأمراض التي تقتل البشر، سبب رئيسي في ذلك هو أن الخفافيش تحب الشراكة، ووجودها في أماكن ضيقة بالقرب من بعضها البعض يتسبب في انتشار الأمراض بينها بسهولة، وهذه التي تصاب بالأمراض لا تموت، وتعيش حياة طبيعية.
وبسبب طيران الخفافيش فإن إجسادها تطلق مواد مقاومة للجراثيم، ولكن تطور الجراثيم أعطاها مقاومة لدرجات الحرارة العالية التي تتكون في أجسادها الطائرة، إذن الجراثيم تطورت لتصبح أكثر مقاومة لدفاعات الخفافيش، وذلك سهل عليها مقاومة الأجساد البشرية التي لا ترتفع حرارتها فوق حرارة جسم الخفاش.
الخفافيش مهمة في التوازن البيئي لأنها تتغذى على الحشرات وتلقح النباتات، ولذلك نحن نحتاجها، وكذلك ربما نستطيع أن نستفيد من طريقة مقاومتها للأمراض.
الخفافيش ليست هي الحاضة الكبرى للأمراض البشرية، بل إن البشر هم الذين يحتضنون أكثر الأمراض، ربما من الأفضل أن لا نضر الخفافيش ونركز على الحامل الحقيقي للمرض.
المصدر: MinuteEarth