انتشر خبر اكتشاف شكل امرأة في صخور المريخ، وقد التقطت هذه الصورة المركبة كيوريوستي، الصورة التالية تحتوي على المرأة أو ما يشابهها، والتي تليها هي الصورة الأكبر التي يمكن رؤية مجالا أوسع للصخور فيها. الصورة بالطبع لا تحتوي على امرأة، ولكن قدرتنا على اكتشاف الانماط يدعونا لرؤيتها. وهذه الظاهرة يطلق عليها اسم باريدوليا (Pareidolia).
الإنسان لديه القدرة على تمييز الوجوه بامتياز، ولذلك حينما يرى شكلا مقاربا لها فإن الرادارات في المخ تلتقط هذه الصور مباشرة، قد لا تكون هذه الأوجه أو الأشكال موجودة، ولكن قدرة الإنسان على التنميط هي التي تدعوه لاستخراج المعاني غير الموجودة في الأنماط العشوائية.
ربما سمعت أو رأيت بنفسك أنماطا لأشكال بشرية في العشوائية، ربما سمعت عمن يرى وجه رجل على القمر أو إمرأة على الخبز، أو حتى ربما الوجه في المغاسل كالتي تراها في الصور التالية.
ليس بالضرورة أن يكون التنميط في اكتشاف الأوجه، فبإمكانك أن تجد أنماطا لكائنات حية أو أشكالا هندسية، وهذا أمر طبيعي، حيث الإنسان بطبيعته يكتشف الأنماط، ولكن ما هو ليس بطبيعي هو الإصرار على وجود الأنماط في العشوائية، ومحاولة تفسيرها بعيدا عن الواقع.
يعتقد أن التنميط كان له دور تطوري أساسي في التاريخ السحيق، وقد ساهم في إنقاذ البشر من الافتراس، فمثلا قد يسمع شخصا ما صوت حركة في الحشائش، ثم إن نظر إلى مكان الحركة واعتقد أن هناك كائن متفرس فسيهرب لينفذ بجلده، قد يكون وأنه مخطئ في تشخصيه لحقيقة مصدر الصوت، وأن الصوت لم يكن إلا رفرفة الهواء للحشائش، ولم يكن هناك مبررا للهروب، ولكن لو كان التنميط صحيحا فسينقذ الهارب من المفترس، إذن، حتى وإن كان التنميط خاطئا فإنه يضمن في المرات التي لا يخطئ فيها في نجاته.
المصدر: ifls