حلقت طائرة صنعت لتعمل بالطاقة الشمسية فوق إهرامات مصر، تلك المعالم الشهيرة، إنها رحلة تاريخية حول العالم.
هبطت الطائرة المعروفة باسم Solar Impulse 2 “سولار اِمبَلس 2” في مصر يوم 13 يوليو، بعد رحلة بدأت من اسبانيا واستمرت لمدة 49 ساعة دون توقف. وكانت تلك هي المحطة ما قبل الأخيرة لرحلة الطائرة الطموحة حول العالم، هدفها هو الترويج لمصادر الطاقة المتجددة وتحفيز تطوير “التقنيات الخضراء”.
الصور المثيرة حول “سولار اِمبَلس 2” وهي تحلق عاليًا فوق اهرامات مصر توضح لنا التقدم السريع والتباين بين تكنولوجيا الماضي والمستقبل، طائرة تعمل بالطاقة الشمسية تمثل كيف أن بعض الأجهزة، بما في ذلك الطائرات، يمكنها يومًا ما أن تعمل بالطاقة الشمسية بكفاءة عالية.
وفي بيان للطيار أندريه بورشبيرج، الشريك المؤسس لسولار اِمبَلس والرئيس التنفيذي، وهو الذي قاد الطائرة من اسبانيا الى مصر: “كانت هذا الرحلة حساسة وذات مغزى بالنسبة لي، بمقدوري الاستمتاع برحلة مذهلة وحساسة جدًا، أحلق ليلاً ونهارًا بفضل الطاقة الشمسية وأستمتع باللحظة الراهنة تماما”.
صممت الطائرة سولار اِمبَلس 2 لتكون قادرة على الطيران ليلًا ونهارًا من دون وقود. الطائرة ذات مقعد واحد، وتحتوي على 17,000 خلية شمسية، وبطاريات شحن، لتتمكن من الشحن نهارًا ومواصلة السير ليلًا خلال الطقس الغائم.
ووفقًا لمسؤولي الشركة فإن الطائرة خفيفة الوزن جدًا، حيث تزن 5070 رطلا (2300 كجم) فقط، أي ما يعادل وزن سيارة تقريبًا، ولكن جناحاها مثيران للإعجاب حيث يمتدان لـ236 قدم (72 متر).
بورشبيرج وبرتران بيكار –زميله المؤسس المشارك، يتناوبون في وحدة تحكم الطائرة الشمسية لكل رحلة من الرحلات حول العالم. ومن المتوقع أن يطير بيكار بطائرة سولار اِمبَلس 2 في المرحلة الاخيرة من الجولة، ستكون الرحلة من مصر إلى أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال بيكار في بيان له: “ذكرني هذا الهبوط بسولار اِمبَلس في القاهرة بحلمي سابقًا”، “فمصر هي البلد التي هبطت عليها خلال رحلة دون توقف بالمنطاد حول العالم في عام 1999م، وهنا خصوصًا بدت لي فكرة الطائرة التي تحلق حول العالم بالطاقة الشمسية.”
الجدير بالذكر أن سولار اِمبَلس 2 بدأت رحلتها حول العالم في مارس 2015، حيث اقلعت من مطار البطين للطيران الخاص من ابو ظبي متجهة الى عمان. ثم استكملت الطائرة رحلاتها إلى العديد من المحطات في الهند وميانمار والصين واليابان قبل ان تشرع بالطيران في يوليو 2015، وذلك في رحلة قياسية عبر المحيط الهادئ إلى هاواي، بالولايات المتحدة الامريكية. ولإن استخدام البطاريات ادى إلى ارتفاع حرارتها فوق قدرتها، فقد تسببت بأضرار جسيمة للطائرة، واستقرت في هاواي لمدة عام تقريبًا.
ثم استأنفت الطائرة رحلتها في أبريل هذا العام، وحلقت من هاواي إلى كاليفورنيا. ومن ثم عبرت الولايات المتحدة الامريكية، وتوقفت في كل من أريزونا، وأوكلاهوما، وأوهايو، وبنسلفانيا، ونيويورك. وبذلك أصبحت أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية تعبر المحيط الأطلسي، وذلك بعد أن طارت من نيويورك إلى إسبانيا خلال 71 ساعة و 8 دقائق. وإذا نجحت في الوصول إلى المحطة التالية والأخيرة، فإن سولار اِمبَلس 2 ستصبح أول طائرة تعمل بالطاقة الشمسية تحلق حول العالم.
المصدر: Livescience