القليل من الناس تعرف هذا العالم الجليل، إنه آلان تورنج (Alan Turning)، وهو عالم بالرياضيات والكمبيوتر.
من أكثر ما اشتهر به هو تأسيسه لعلم الكمبيوتر، وكذلك لآلة التورنيج، وأيضا لاختبار التورنيج الذي لا يزال يقام سنويا لمعرفة ما إذا كان الكمبيوتر “يفكر” أم لا، وربما من أكثر الأشياء أهمية في أعماله هو إنقاذه للناس في الحرب العالمية الثانية.
حينما قامت الحرب بين ألمانيا والعالم كان الألمان يرسلون رسالات مشفرة بينهم، حيث كانوا يستخدمون جهازا يطلق عليه آلة “إنيغما”، يستطيع الجهاز الألماني أن يشفر الكلمات لإرسالها لقيادات الجيش في المنطقة لإصدار الأوامر لهم، المشكلة التي واجهت البريطانيون هي كيفية كسر الشفرة، لم يكن من السهل آنذاك كسرها لصعوبة فهم أسلوب تشفيرها.
قام آلان تورينج بكسر الشفرة هو وفريق Hut 8، وأنشأ جهازا إلكترونيا قائما على حسابات رياضية في فك الشفرات المعقدة، فكشف رسائل الجيش الألماني، واستطاع البريطانيون توقع تحركات الجيش القادمة، بعدها لم يستطع الألمان أن يرسلوا رسالة مشفرة أبدا، وقد ذكر عنه رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشيرتشل أن تورينج قدم أهم إنجاز لإنجاح الحرب ضد الألمان.
بعد أن أُكتشف أن له علاقات جنسية مع الرجال، حاكمته المحكمة البريطانية، وأصدرت قرارا بإعاطائه دواء في محاولة منهم لإيقاف شهوته الجنسية، ثم حرم من إكمال عمله في التشفير، ومنع من الدخول في مرافق العمل الحكومية السرية، وحتى أنه منع من الدخول إلى الولايات المتحدة آنذاك.
في سنة 1954 توفي آلان تورنج في منزله، ويعتقد أنه انتحر بأكل تفاحة مسمومة بالساينيد، فقد وجدت بجانب فراشه، وقد قضمت، ويعتقد (وليس معروفا دقة هذه المعلومة) أنه قام بالانتحار بسبب سوء معاملته لكونه مثلي الجنس.
أما اليوم فالعالم يحتفل بعبقريته الهائلة في جميع الأخبار والكتب والاحتفالات، وصنعت له التماثيل المتعددة، وكذلك فإن بريطانيا وضعت له صورة على الطوابع البريدية، واعتذرت الحكومة سنة 2009 عن مقاضاته لكونه مثلي.
اللقطة التالية تبين دعاية لفيلم قادم عن آلان تورينج ومساعدته في الحرب، سيعرض هذا الفيلم بنوفمبر 2014 (نهاية هذا العام).
واللقطة التالية تبين كيفية عمل آلة إنيغما الألمانية مع طريقة كسر الشفرة المعقدة (طبعا اليوم الشفرات معقدة بمراحل كثيرة).
وتستطيع أن تكمل بقية قصة كسر الشفرة من خلال هذه اللقطة.
المصدر: Digg، Numberphile، IMDB، Wikipedia